ربنا لاتؤاخذنا ان نسينا او اخطئنا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا لا تحملنا مالا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين

السبت، 30 نوفمبر 2013

الطود: بن عبد الكريم الخطابي كان ينادي بنعيسى بحفيد المجاهد

                                                  سليمان الريسوني :
شكل اسم «الطود»، الذي يعني الجبل العظيم، لكل من حمله سنوات الخمسينيات في شمال المغرب، نعمة في طيها نقمة؛ فبقدرما كان يورث حامله المجد والعلم.. كان يلحق به لعنة المطاردة والاختطاف والاغتيال.. لارتباط آل الطود بزعيمين «مزعجين»، هما محمد بنعبد الكريم الخطابي واحمد الريسوني، وابتعادهم عن حزب الاستقلال وجيش التحرير.
فوق كرسي اعتراف «المساء»، يحكي الروائي والمحامي بهاء الدين الطود مأساة اختطاف واغتيال أفراد من عائلته، وكيف تم تهريب أخيه نحو القاهرة حيث كان أفراد من عائلته رفقة الخطابي؛ كما يتحدث عن مساره الدراسي في إسبانيا وفرنسا وإنجلترا، وعن تفاصيل علاقته الوطيدة بطالبين هما الوالي الركيبي ومحمد سالم ولد السالك، وكيف أن الأخيرين انقلبا من مواطنين مغربيين إلى انفصاليين مؤسسين لجبهة البوليساريو.
كما يحكي الطود، في معرض «اعترافاته»، أنه كان محاميا لملك مصر، أحمد فؤاد الثاني، ابن الملك فاروق، وللروائي الفلسطيني الكبير إيميل حبيبي؛ ويتوقف عند التفاصيل الدقيقة لعلاقته بالعديد من المثقفين العالميين أمثال روجيه جارودي ومحمود درويش وجابر عصفور وجمال الغيطاني.. وكيف رفض محمد شكري روايته «البعيدون» قبل أن يكتب مقدمتها بعد أن اختارتها وزارة التربية والتعليم المصرية كرواية نموذجية. ويتوقف بهاء الدين الطود، أيضا، عند سياق لقائه بالقذافي وإهدائه إياه روايتيه «البعيدون» و«أبو حيان في طنجة».
- ارتباطات عائلة الطود لم تخل من تناقضات، فقد كانت موزعة بين محمد بن عبد الكريم الخطابي وأحمد الريسوني وابنه خالد، علما بأن الخطابي والريسوني كانا ذويْ مشروعين مختلفين، إن لم نقل متناقضين، كما أن والدك كان على علاقة بالجنرال – المارشال أمزيان؛ كيف تفسر ذلك؟
< بن عبد الكريم الخطابي والريسوني ناضلا وجاهدا ضد الإسبانيين، وكانت بينهما علاقة جيدة، وقد تحدث الأمير الخطابي عن مولاي أحمد الريسوني في كثير من المناسبات حديث إشادة وافتخار به؛ كما أن جدي مولاي احمد الخراز (قائد جيوش الريسوني) التقى بزعيم حرب الريف في عدة مناسبات، كان الأخير يناديه خلالها بالمجاهد ويحدثه بكامل المودة والاحترام عن مولاي احمد الريسوني. وعندما حلّ ابن خالتي محمد بن عيسى (وزير الخارجية الأسبق) بالقاهرة من أجل الدراسة وعرف الخطابي أنه حفيد احمد الخراز، قربه منه وأصبح يناديه بحفيد المجاهد. وهذا دليل على أن الخلافات بين محمد بن عبد الكريم الخطابي ومولاي أحمد الريسوني لم تصل إلى مستوى التناقض بقدر ما كانت خلافات بسيطة في التقدير بين الرجلين؛ ثم إن الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي، حسب ما أوردته جريدة «ABC» الإسبانية في أحد أعدادها، كان قد تزوج بكريمة المجاهد مولاي أحمد الريسوني عندما كان الأخير في ضيافته بالريف.
- هل كان الريسوني في ضيافة الخطابي أم أسيرا لديه؟
< لا، لم يحصل أن كان مولاي احمد الريسوني أسيرا لدى الأمير بن عبد الكريم الخطابي. ويذكر محمد الرايس، وهو أحد المقربين من الخطابي، في شهاداته التي وردت في كتاب صدر مؤخرا يحمل عنوان «شهادات عن المقاومة في عهد الزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي»، كيف أن الخطابي خصص 100 شخص لخدمة الريسوني أثناء نقله إلى الريف.
- لماذا ينقل الخطابي الريسوني إلى الريف إذا لم يكن الخلاف بينهما قد وصل حد التناقض؟
< أواخر سنة 1922 وبداية 1923، توصل مولاي أحمد الريسوني إلى إبرام هدنة مع الإسبان، بمقتضاها تتمتع مناطق جبالة، التي كانت تحت نفوذه، بنوع من الحكم الذاتي، على أساس أن يتوقف من جانبه عن مهاجمة المصالح الإسبانية، وكان مولاي أحمد الريسوني قد قبل بهذه الهدنة بعدما أنهكته الحرب التي خاضها ضد الإسبان وامتدت لمدة 10 سنوات، منذ سنة 1913، حيث تسببت في مجاعات وأوبئة، مما اضطر العديد من المزارعين-المجاهدين إلى الهجرة. وبدورها، اضطرت إسبانيا إلى عقد هذه الهدنة مع الريسوني الذي كان قد عاد، بعد توقف قصير، إلى محاربة جيش الاحتلال الإسباني، في 1918، وهي السنة التي خرجت فيها إسبانيا منهكة من الحرب العالمية الأولى.. وتذكر عدة مصادر تاريخية، وكل من عاش في تلك الفترة، أن الريسوني، وبالرغم من اتفاق الهدنة مع الإسبان، كان يدعم، سريا، الهجوم على عدد من المصالح الحيوية لإسبانيا في شمال المغرب. أما الخطابي فقد رفض هذه الهدنة رغم أن الريسوني حاول إقناعه بأنها مجرد هدنة تكتيكية مؤقتة، مستعملا عبارته الشهيرة: «كذبة واحدة مني على الإسبان خير من 10 سنوات من الحرب ديالكم»، لذلك قام الخطابي، الذي كان حديث عهد بالجهاد بالمقارنة مع الريسوني، بنقل الأخير معززا مكرما إلى الريف، ومن هناك بعث مولاي احمد الريسوني ابنه مولاي الخليل (خالد) إلى قبائل جبالة التي نقضت عهدها للخطابي، لكي يحثها على الاصطفاف خلف زعيم حرب الريف ومواصلة الجهاد تحت رايته. لكل ذلك أؤكد لك أنه لم يكن هناك أي تناقض بين الريسوني والخطابي، بقدر ما كانت هناك وجهتان مختلفتان لمواجهة نفس العدو. أما التناقض الرئيسي فقد كان قائما بينهما، من جهة، وبين إسبانيا وأعيان تطوان الذين استقبلوا الاستعمار بالتمر
والحليب.
- من الذين استقبلوا الاستعمار بالتمر والحليب؟
< عدد من أعيان المدن الشمالية استقبلوا في تطوان الجنرال فليب ألفاو مِندوسة، أول مقيم عام لإسبانيا في شمال المغرب، بالتمر والحليب.
- وماذا عن علاقة والدك بالجنرال/المارشال محمد أمزيان، الذي كان مقربا من الديكتاتور فرانكو، وساهم في اضطهاد وتقتيل الريفيين؟
< علاقة والدي بالجنرال أمزيان لم تحدث إلا في وقت متأخر، أي بعدما أصبح أمزيان حاكما عسكريا لإسبانيا في العرائش التي كان مولاي الخليل الريسوني (ابن الزعيم الريسوني) باشا عليها. حينها، كانت مجموعة من التحولات قد وقعت، وهي التحولات التي قادت أمزيان إلى أن يصبح سفيرا للمغرب في إسبانيا، ثم وزيرا للدفاع، ومكنته من أن يكون أول وآخر عسكري مغربي برتبة مارشال. ثم إن والدي لن يكون في موقفه من أمزيان أكثر تشددا من الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي استقبل المارشال أمزيان في
القاهرة.
- ما حكاية أن خالد الريسوني، خريج القرويين، كان صديقا لسلامة موسى، المفكر المصري الذي كان ينظر إليه كعدو لـ»الفكر الديني» وكداع إلى القطيعة مع الحضارة الشرقية، باستثناء الفرعونية منها؟
< نعم، لقد كان مولاي الخليل الريسوني على علاقة بسلامة موسى، وسبق له أن استقبله في العرائش رفقة الصحافي المصري الشهير أحمد سعيد، صاحب برنامج «مواطنون لا رعايا» الذي كانت تبثه إذاعة «صوت العرب». وحسب ما وجدته مدونا في مذكراتي وما أكده لي الأستاذ عبد اللطيف بنموسى، فإن الريسوني اصطحب ضيفيه إلى مدينة القصر الكبير حيث ألقى سلامة موسى محاضرة في منزل عبد السلام احسيسن. وأثناء تقديم الريسوني لسلامة موسى، نطق اسمه بتشديد اللام، فتناول المفكر المصري الكلمة، وقال: لقد أعطاني صديقي العلامة خالد الريسوني اسم مغنية هارون الرشيد في بغداد.. أنا اسمي سلامة وليس سلاّمة، فضحك الحضور.
-
الأحد، 10 نوفمبر 2013

إشنيوان (إجطي) بإقليم الدريوش ... قرية منسية تبحث عن نصيبها في التنمية

إشنيوان (إجطي) بإقليم الدريوش ... قرية منسية تبحث عن نصيبها في التنمية
        شاءت الأقدار أن تتواجد قرية إجطي أو مدشر " إشنيوان " كما يحلو لأهلها تسميتها، بمنطقة نائية معزولة عن العالم الخارجي على غرار مجموعة من القرى و المداشر الأخرى بسلاسل جبال الريف، هي قرية احتضنت أجيالا منذ قرون عرفوا بطيبوبتهم وشيمهم الحميدة التي جمعت كلمتهم على أساس واحد، الوحدة و التضامن رغم قساوة الظروف الطبيعية .  
        قديما، أهل القرية تحدوا الصعاب في أوقات الأزمات و وفروا أجواء للحياة في هذه الجزيرة التي يصعب الوصول إليها لأن تضاريسها جد وعرة و عالية، و يحاذيها غربا واد كبير يشبه اسمه، "إغزار أمقران" أو الواد الكبير الذي يسجن الساكنة طيلة أيام المطر شتاء، و يقف حاجزا بين المدشر و الأماكن التي تتواجد بها مصالح المواطنين من أسواق و إدارات، فتشل الحركة " الاجتماعية و الاقتصادية" من و إلى القرية، و بالتالي تقل الموارد الغذائية في الدور و الدكاكين، ليكتفي الناس وقتها بمشاهدة التلفاز و النشرات الإخبارية التي تغطي المشاريع التي يدشنها ملكهم في مناطق كثيرة و يأخذهم الشغف لرؤيته يتحقق من مشاريع كانت قد برمجت في إطار البرامج التي تسعى لفك العزلة عن العالم القروي، فعلى سبيل المثال يتحصر أهل إشنيوان على تعليق مشروع طريق تربط قريتهم بمركز الجماعة القروية على امتداد 11 كلم التي حظي المدشر ببرمجته في إطار الشطر الثاني من برنامج الطرق بالعالم القروي منذ ما يقرب 7 سنوات، دون أن يرى النور لحد الآن، ليكتشف السكان أن المولود ولد ميتا، نتيجة عملية قيسرية فاشلة، تورط فيها المجلس الجماعي أنذاك في اجتماعات و لقاءات خاصة لتحويل مساره من جهة أخرى. كما تنفتح القرية شمالا على مياه البحر الأبيض المتوسط، الذي يعتبر مصدر رزق لكثير من الأسر رغم الإمكانيات المحدودة و أساليب الصيد التقليدية. و معبرا إلى الضفة الأخرى من الدول الأوربية  للكثير من شباب المنطقة، الذين تاقوا لحياة أفضل و رسموا أحلاما وردية، بعضها تحققت، و بعضها صار سرابا مع الأزمة المالية و الاقتصادية التي أصبحت تهدد العالم بأسره، هؤلاء الشباب ركبوا البحر لأن الدنيا ضاقت بهم في مدشرهم و اكتشفوا أن لا خير في وطن يطرد أبناءه قسرا و قمعا و تهميشا، فثمة  من وصل وعاد بخفي حنين، و هناك من علقوا بالطريق و لم يصلوا. و أخرون  ساعدهم الحظ  فوصلوا و نجحوا و أغدقوا على الوطن الذي همشهم بعملة صعبة، انتشلت بعض أهاليهم من براثن الفقر و الهشاشة، و ساهمت في تحريك عجلة الاقتصاد، و اشتروا سيارات جديدة و جميلة عادوا بها للمدشر و قطعوا بها مسافات طويلة لكنهم لما وصلوا لقريتهم لم يجدوا إلا أماكن جد وعرة صعبة المسالك و محفرة كما تركوها لما هاجروا، تضر بمحركاتها، و تزيد ضغطهم الدموي لتنظاف إلى الأمراض الأخرى .
        ناس القرية معرفون باتحادهم و صمودهم، فمثلا، قبل عشرات السنين حجوا في مسيرة إلى العمالة من أجل الاحتجاج و المطالبة بتزويدها بالكهرباء، تم التصدي لها من طرف المخزن، و تم إقناعهم بتحقيق المطلب دون وصول المحتجين لمبتغاهم ، لكن الرسالة وصلت، و تم تزويد القرية بالكهرباء. و بما أن الحياة الكريمة تتطلب أيضا ماء و طرقا و مرافق أخرى ... و نظرا لانعدامها في القرية في الوقت الراهن، اتحدت الساكنة من جديد و سطرت ملفا مطلبيا ضم مطالب اجتماعية بسيطة، منها : ماء و طريق و طبيب و قليل من الأدوية ... و لوحة تشوير عند مدخل قريتهم، و رفعته إلى الجهات المعنية و خاضت أشكالا نضالية و احتجاجات عارمة منذ السنة الماضية. الساكنة تلقت وعودا و كلاما معسولا و ناعما من المسؤولين. لحد الساعة، لا شيء تحقق على أرض الواقع سوى تلك اللوحة للتشوير و التي لم ترض البعض لأنها لا تشبههم. و لازال الناس ينتظرون و يستعدون لمعارك أخرى
        إذا كانت الدولة فيما سبق، قبل الاستقلال مغلوبة على أمرها، لأنها مستعمرة، و  وهبت أراضيها و مواردها للمستغل كرها، و أن المجاهدين في ربوع المملكة جاهدوا في سبيل الوطن لينعموا باستقلال و حرية و كرامة و تنمية مستدامة، لا أن يتبعوا المستعمر إلى عقر داره لما خرج، بحثا عن لقمة العيش. فإن دولة اليوم بمؤسساتها عليها أن تعي ذلك لأن الأمر مختلف عما كانت عليه و أصبحت قائمة بذاتها، عليها أن تضمن حياة كريمة لمواطنيها بدء بتعليم ميسر مجاني، خلال جميع المراحل الابتدائية و الثانوية و الجامعية، و خلق فضاءات للتربية و الترفيه و التأهيل مرورا بتطبيب جاد و فعال و إدارة عصرية في القرى و المدن و وصولا لضمان عيش كريم للنساء و الأطفال و الرجال الشباب و الشيوخ و فك العزلة و تسهيل الولوج للمناطق البعيدة و النائية و خلق بنية تحتية متينة و فرص للشغل تمتص شبح البطالة التي تهدد الاستقرار و تضمن تكافؤ الفرص .
        فالمغرب واحد و ليس مغربا نافعا و غير نافع.



-
الاثنين، 25 مارس 2013

حوار فاشل في لقاء جمع المسؤولين بالساكنة بالإقليم

أشياء غريبة ومحرمة في الماضي أصبحت اليوم في زمن العهد الجديد زمن الديمقراطية و صيانة حقوق الإنسان أمورا عادية ؛فمسألة أن يسب شخص ما شخصا آخر في مؤسسة لها حرمتها كالعمالة ،دون أن تحرك أية مسطرة قانونية ،فذلك هو أخطر انتهاك لكرامة الإنسان ،قبل انتهاك و ضرب القانون عرض الحائط وفراغه من محتواه .حدث هذا ،يوم الأربعاء 21 مارس 2012 بمقر عمالة الدريوش ،حينما تجرأ أحد مرشحي دوار إشنيوان اسمه ” لمدور أحمد ” على سب أحد ساكنة الدوار بألفاظ نابية أمام مرأى و مسمع الجميع في تحد صارخ للقانون ،طرده الحاضرون بعدما صام عن الكلام و لم يتفوه بكلمة ، و لما نطق ،نطق شرا ،لأنه وجد نفسه عضوا غير مرغوب فيه لا يسمن و لا يغني من جوع ،وذلك تعبيرا و كشفا عما يكنه من حقد و كراهية لكل من يقول كلمة الحق و ينهى عن المنكر ،نتج عن ذلك مشادات كلامية وغضب عارم في وسط الاجتماع و إغماء لأحد الساكنة تم نقله للإنعاش فورا .فكيف ينتظر أن يثق الإنسان في من لا ينصفه و يصون كرامته ؟ جاء هذا في خضم الحوار و النقاش لمسؤولي مختلف القطاعات بإقليم الدريوش  ( التجهيز والتعليم و الصحة و الشبيبة و الرياضة والمكتب الوطني للماء و الكهرباء … ) و الكاتب العام للعمالة ورؤساء الأقسام : الاقتصادي و الاجتماعي و التقني بالعمالة و  ممثلي السلطة و رئيس الجماعة القروية ببودينار ،مع ساكنة إشنيوان حول ملفهم المطلبي الاستعجالي في لقاء تم عقده بمقر العمالة غاب عنه السيد العامل ،دام لساعات طوال دون نتيجة مقنعة .
ذهبت الساكنة إلى الدريوش لتطالب بحلول منطقية لجل مشاكلهم ( غياب الطرق و الماء و معاناة يومية للتلاميذ عبر واد أمقران و انعدام الخدمات الصحية …)، لكن بعد مناقشة مستفيضة و التذكير باختلالات تدبير الشأن المحلي والتنديد بالعنف الذي تتعرض له الساكنة ، تبين للجميع أن لاشيء  سيتحقق ،بل لا رغبة لدى المسؤولين لرفع الحيف و التهميش عن هذه القرية المنسية .بدليل أن مجموعة من المشاريع التي برمجت سابقا أصبحت في خبر كان ، من قبيل حرمان دوار إشنيوان من مشروع الطريق بودينار _ سيدي ادريس المبرمج في إطار البرنامج الوطني الثاني بالعالم القروي لسنة 2008 بسبب تحويله لمسار آخر لاعتبارات مشبوهة ، إضافة إلى توقف مشروع تزويد دوار إشنيوان بالماء الصالح للشرب في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ،لأسباب لا تفهمها الساكنة ،مما يجعلها تتأكد يوما بعد يوم أن هذا حرمان ممنهج ليس إلا .
الجهات المسؤولة تقول : إذا كانت هناك برامج لم تنفذ في السابق ، فيجب نسيان ذلك ، و التفكير معا و بثقة و مسؤولية في ما سيأتي والتحلي بالصبر نظرا لقلة الموارد المالية و البشرية ، و تضيف كل شيء يتم بالحوار دون اللجوء إلى الشارع .و الساكنة تقول : لا نطالب بموارد مالية في أحيان كثيرة و إن كان ذلك ضروريا ،خاصة أن ميزانيات سابقة دبرت بطريقة غير معقلنة ،الواجب من مؤسسات الدولة التي تحترم نفسها التحقيق فيها . وتضيف : لا نريد شعارات رنانة و ناعمة تدغدغ مشاعرنا أو كلاما يهددنا ، نريد ماء و طريقا و طبيبا و تعلما ميسرا …،و أشياء بسيطة مثلنا فلا شيء يسكتنا إلا تحقيق مطالبنا للعيش بكرامة أو التضحية في سبيلها ، و في مسألة الثقة تقول الساكنة لا يلدغ المرء من جحر الحية مرتين ، في إشارة للامسؤولين الذي فقد السكان ثقتهم بهم .
الساكنة لم تقتنع بكلام المسؤولين ووعودهم المعتادة ،لذا قررت أن تصعد في احتجاجاتها في أشكال نضالية غير مسبوقة ستعلن عن تاريخها لاحقا ،ففي لقاء جماهيري تاريخي تم عقده مع أبناء الدوار بعد عودة المكلفون بالحوار و الحاضرون في الاجتماع ،تم فيه إخبار الساكنة بما تم التداول عنه في اللقاء الذي جمعهم بالمسؤولين و النتائج السلبية التي خرج بها الاجتماع ،كما تم فتح باب المقترحات للجماهير الشعبية التي تقرر مصيرها في الأشكال القادمة ،صبت كلها في اعتصام مفتوح بالطريق الساحلي بمشاركة النساء و التلاميذ الذين ستضرب محفضتهم عن الدراسة طيلة الأيام المتبقية من السنة الدراسية ،و لهذا الغرض سيتم تشكيل لجان متعددة المهام حسب ما تم التوصل إليه في المقترحات ، يتعلق الأمر بلجنة اليقظة و اللجنة المالية و اللجنة الصحية و لجنة الشعارات و اللافتات و لجنة الإعلام  و لجنة التنظيم … و تحمل الساكنة المسؤولية لكل المسؤولين في المغرب العزيز ،لما قد ينتج عن ذلك من انزلاقات محتملة خاصة أن  الكل لم يعد يحتمل الوضع و الحكرة .
تجدر الإشارة أن ساكنة إشنيوان ( إجطي ) التي يقدر عدد سكانها بحوالي 9000 نسمة ،بتمسمان بإقليم الدريوش ،بدأت أشكالها النضالية منذ أربعة أشهر ؛بدء بمسيرة شعبية سلمية في اتجاه الجماعة القروية ببودينار التي تبعد بحوالي 14 كلم ،ومسيرة أخرى بعده بيومين في اتجاه مقر العمالة بالدريوش التي تبعد بحوالي 100 كلم ،في واد و مسالك جد وعرة ،رفعت خلالها لافتات و شعارات ،ترجمت مطالبها و معاناتها ،وصولا إلى اعتصام في الطريق الساحلية الرابطة بين الحسيمة و الناظور لمرتين كان آخرها اعتصام إنذاري يوم الجمعة 18 مارس 2012 .

-

قسم معين 1